صوّت مجلس الأمن بالإجماع، اليوم الخميس، على تمديد مهمة بعثة حفظ السلام في جنوب لبنان حتى نهاية عام 2026، بعد نحو خمسة عقود من عملها هناك. وبموجب القرار الأممي، تنتهي عمليات بعثة “اليونيفيل” في جنوب لبنان بنهاية عام 2026، وتبدأ عملية سحب قواتها، البالغ قوامها 10,800 فرد عسكري ومدني إلى جانب المعدات، فوراً بالتشاور مع الحكومة اللبنانية، على أن تكتمل العملية في غضون عام.
وتشير مسودة القرار إلى أن الهدف من ذلك هو جعل الحكومة اللبنانية “الموفّر الوحيد للأمن” في جنوب لبنان، شمال الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة مع إسرائيل، كما تدعو المسودة إلى سحب قوة “اليونيفيل” أفرادها من شمال هذا الخط.
وبعد التصويت، وجّه الرئيس اللبناني جوزاف عون شكره لأعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر الذين صوّتوا بالإجماع لصالح قرار التمديد لقوات “اليونيفيل”. وشكر عون خصوصاً فرنسا، حاملة القلم، على الجهد الذي بذلته، والولايات المتحدة الأميركية على تفهّمها لظروف لبنان ودعمها للمسودة الفرنسية، كما شكر باقي الأعضاء على ملاحظاتهم القيّمة التي خلصت إلى صدور القرار.
كما نوّه عون بجهود المسؤولين اللبنانيين الذين واكبوا هذا الاستحقاق، من بعثة لبنان في الأمم المتحدة إلى وزارة الخارجية وكل الجهات الحكومية المعنية، معرباً عن أمله في أن تكون الأشهر الستة عشر المقبلة من عمل “اليونيفيل” فرصة لإنقاذ الوضع اللبناني وتثبيت الاستقرار على الحدود الجنوبية، وأن تكون السنة الإضافية المخصّصة للانسحاب مهلة ثابتة لتأكيد سيادة لبنان وتثبيته على كامل حدوده.
والأسبوع الماضي، نقل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر موقف إسرائيل الرسمي المطالب بإنهاء عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وتزعم دولة الاحتلال أنه كان من المفترض أن تطبّق القوة قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بلبنان، بما في ذلك منع تسليح حزب الله بعد حرب لبنان الثانية (العدوان على لبنان عام 2006)، إلا أنها لم تقم بذلك فعلياً.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)