حريق بمصفاة نفط روسية وموسكو تستهدف مقر الحكومة الأوكرانية في كييف

أفادت إدارة المنطقة الجنوبية في روسيا اليوم الأحد باندلاع حريق في مصفاة إيلسكي للنفط بكراسنودار جراء هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة، في وقت قال فيه مسؤولون أوكرانيون اليوم، إن رضيعاً من بين ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم في هجمات شنتها روسيا خلال الليل على كييف وأدت إلى إصابة 18 شخصاً واشتعال النيران في عشرات المباني في العاصمة، بما في ذلك مقر الحكومة.

وقالت الإدارة التي عينتها روسيا لمحطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا، إن طائرات مسيرة أوكرانية أصابت سطح مركز تدريب بالمحطة دون أن تتسبب في أضرار جسيمة أو زيادة في مستويات الإشعاع. وبحسب ما أفادت إدارة المنطقة الجنوبية في روسيا عبر تليغرام، فقد “اشتعلت نيران في إحدى وحدات المعالجة في مصفاة إيلسكي للنفط. وبسرعة أُخمِد الحريق الذي أتى على عدة أمتار مربعة”. وقالت: “لم تكن هناك إصابات. تعمل فرق الإطفاء والإنقاذ، بالإضافة إلى أجهزة خاصة وأجهزة طوارئ، في موقع الحادث. أُجلي موظفو المصفاة إلى مناطق آمنة”.

إلى ذلك، قال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف، إن حريقاً اندلع في مبنى الحكومة بوسط المدينة بعد الهجوم الذي بدأ بوابل من الطائرات المسيرة أعقبه قصف صاروخي. ورأى شهود من رويترز دخاناً كثيفاً يتصاعد من المبنى الواقع في حيّ بيتشيرسكي.

وقال كليتشكو على تطبيق تليغرام، إن هجمات الطائرات المسيرة أدت إلى مقتل الرضيع وامرأة شابة، مضيفاً أن هناك امرأة حبلى من بين خمسة مصابين نقلوا إلى المستشفى. وذكر كليتشكو في وقت سابق أن مسنة توفيت في ملجأ للاحتماء من القنابل في منطقة دارنيتسكي إلى الشرق من نهر دنيبرو، وهو موقع سقوط القتيلين الآخرين.

وقال مسؤولون بخدمات الطوارئ إن حريقاً اندلع في مبنى سكني بالمنطقة التي تعرضت لهجوم الطائرات المسيرة. وذكر كليتشكو ومسؤولو الطوارئ أنه في حي سفياتوشينسكي الغربي، دُمرت عدة طوابق جزئياً في مبنى سكني من تسعة طوابق.

وأضاف رئيس البلدية أن سقوط حطام طائرات مسيرة أدى إلى اندلاع حرائق في مبنى سكني من 16 طابقاً وآخرَين من تسعة طوابق. وأظهرت صور نشرها مسؤولو الطوارئ على وسائل التواصل الاجتماعي تصاعد الدخان من المباني السكنية التي انهارت أجزاء من طوابق بعضها، ودُمرت واجهاتها.

في المقابل، أدى هجوم بمسيّرة روسية مساء السبت في زابوريجيا إلى إصابة 15 شخصاً على الأقل، نقل أربعة منهم إلى المستشفى، وفق ما أفاد إيفان فيدوروف، رئيس الإدارة العسكرية لهذه المنطقة التي تحتلها روسيا جزئياً، ونشر صوراً لمبانٍ سكنية متضررة بشكل كبير.

من ناحية أخرى، أدت ضربة جوية روسية على منطقة سومي (شمال شرق) الأوكرانية القريبة من الحدود، إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، وفق ما أعلنت السلطات المحلية مساء السبت. وقال حاكم سومي أوليغ غريغوروف على تليغرام: “نتيجة هجوم معاد على مشارف قرية بوتفيل، قتل شخص وأصيب آخرون”، من بينهم صبي صغير يبلغ تسع سنوات.

في الأثناء، قالت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية إن طائرات بولندية وأخرى تابعة لحلفاء نشطت في وقت مبكر من صباح الأحد لضمان سلامة المجال الجوي البولندي بعد أن شنت روسيا غارات جوية استهدفت غرب أوكرانيا قرب الحدود مع بولندا. وأضافت في منشور على “إكس”: “الطائرات البولندية وأخرى تابعة للحلفاء تنشط في مجالنا الجوي، مع وضع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية وأنظمة الاستطلاع بالرادارات في أعلى درجات الجاهزية”.

وبعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش، كانت هناك حالة تأهب في جميع أنحاء أوكرانيا تقريباً تحسباً لغارات جوية، وذلك عقب تحذيرات من القوات الجوية الأوكرانية من هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة روسية.

إلى ذلك، رفض زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري في ألمانيا، ماركوس زودر، بشكل قاطع أي تصورات عن نشر قوات ألمانية في أوكرانيا، في إطار تقديم ضمانات أمنية عقب عملية سلام محتملة مع روسيا. وقال رئيس حكومة ولاية بافاريا في تصريحات لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية: “أجد صعوبة في تصور وجود قوات لحلف شمال الأطلسي (ناتو) هناك. روسيا لن تقبل بذلك أبداً، لأنه سيكون بمثابة مقدمة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو”. وأضاف: “علاوة على ذلك، فإن الجيش الألماني غير مستعد لهذا”، حيث إنه مُستنزف مالياً وعسكرياً إلى أقصى حد، مشيراً في هذا الصدد إلى أن هناك حاجة لإعادة فرض التجنيد الإجباري.

كذلك أثار زودر نقاشاً في كيفية التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين، وقال: “السلام غير متوقع حالياً. لذلك، من المشروع النظر في إعادة الأوكرانيين القادرين على أداء الخدمة العسكرية إلى وطنهم لضمان الأمن في بلدهم”. وطالب زودر باتباع نهج مختلف في ما يتعلق بالإعانات المقدمة للأوكرانيين في ألمانيا، وقال: “إعانات (أموال المواطن) أدت إلى جعل نسبة الأوكرانيين العاملين لدينا أقل بكثير مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. يجب تغيير هذا الوضع بشكل عاجل، وليس فقط للأوكرانيين الوافدين حديثاً”.

بدورها، اتهمت رئيسة حزب الخضر، فرانتسيسكا برانتنر، زعيم الحزب المسيحي البافاري بالشعبوية. وقالت لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن “سلوك النهج الشعبوي على حساب أمن أوروبا هو فعلاً آخر ما يمكن اللجوء إليه”. ورأت أن الأمر يتعلق في نهاية المطاف بإنهاء الحرب في أوكرانيا وما يجب أن يحصل بعد ذلك. وتابعت برانتنر: “من الواضح أن زودر لا يريد السلام”.

من جانبه، قال أديس أحمدوفيتش المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لشؤون السياسة الخارجية: “أنا أتفق مع رئيس حكومة بافاريا في أننا يجب ألا نخطو الخطوة الثالثة قبل الأولى”، واصفاً إرسال قوات برية ألمانية إلى أوكرانيا بأنه ليس أمراً يمكن التفكير فيه بجدية.