متلازمة القلب المكسور.. هل تكون التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي الحلّ للتعافي؟

وجدت دراسة علمية حديثة أنّ التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي قد تكون مفيدة لمتلازمة القلب المكسور.

ومتلازمة “اعتلال عضلة القلب” أو “تاكوتسوبو” المعروفة باسم “متلازمة القلب المكسور”، تؤدي إلى ضُعف مفاجىء وتغيّر في شكل عضلة القلب. وعادة ما يحدث هذا الاعتلال نتيجة لضغوط نفسية أو بدنية شديدة.

وقد يُعاني المرضى من أعراض تُشبه أعراض النوبة القلبية، ويُواجهون خطر الوفاة المبكرة بنسبة الضعف مقارنة بعامة الناس. وتؤدي الإصابة بقصور القلب إلى أعراض مُنهكة كالإرهاق، بالإضافة إلى انخفاض متوسط ​​العمر المتوقع.

هل هناك علاج لمتلازمة القلب المكسور؟

وبينما لا يوجد علاج شاف لهذا المرض، وجد علماء في أول تجربة سريرية من نوعها في العالم، أنّ 12 أسبوعًا من العلاج السلوكي المعرفي المُصمّم خصيصًا، أو برنامج تمارين لاستعادة صحة القلب يشمل السباحة وركوب الدراجات والتمارين الرياضية، قد ساعد قلوب المرضى على التعافي.

وسلّطت التجربة التي عُرضت خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد، الضوء على أهمية “محور الدماغ والقلب”، وفقًا لديفيد غامبل، المحاضر في أمراض القلب في جامعة أبردين، الذي أوضح أنّ العلاج السلوكي المعرفي أو التمارين الرياضية يُمكن أن يُساعدا المرضى على طريق التعافي. فكلاهما فعّال من حيث التكلفة، ونأمل أن تُفضي دراسات أخرى إلى استخدامهما لمساعدة هذه الفئة المهمّشة”.

تجربة بين مصابين بمتلازمة تاكوتسوبو

شملت التجربة 76 مريضًا مصابًا بمتلازمة “تاكوتسوبو”، 91% منهم نساء بلغ متوسط ​​أعمارهن 66 عامًا.

وجرى توزيع المرضى عشوائيًا لتلقّي العلاج السلوكي المعرفي، أو برنامج التمارين الرياضية، أو الرعاية الطبية الاعتيادية، حيث تلقّى جميعهم الرعاية والعلاجات الأخرى التي أوصى بها طبيب القلب.

وحصلت مجموعة العلاج السلوكي المعرفي على 12 جلسة فردية أسبوعيًا، جرى تعديلها خصيصًا لحالتهم، بالإضافة إلى الدعم اليومي إذا لزم الأمر.

وخضعت المجموعة التي آذارت التمارين الرياضية لدورة تدريبية مدتها 12 أسبوعًا، وتضمّنت أجهزة ركوب الدراجات، وأجهزة المشي، والتمارين الرياضية، والسباحة، مع زيادة عدد الجلسات وتكثيفها تدريجيًا بشكل أسبوعي.

واستخدم الباحثون تقنية تصوير متطوّرة تُسمّى مطيافية الرنين المغناطيسي “31”P، أتاحت لهم دراسة كيفية إنتاج قلوب المرضى للطاقة وتخزينها واستخدامها.

وفي مجموعتَي العلاج السلوكي المعرفي والتمارين الرياضية، لوحظت زيادة في كمية الطاقة المتاحة لقلوب المرضى لتمكينها من ضخّ الدم، على عكس الأشخاص الذين تلقّوا الرعاية المعتادة.

وقد ارتفع متوسط ​​المسافة التي يستطيع المرضى الذين خضعوا للعلاج السلوكي المعرفي قطعها في ست دقائق من 402 متر إلى 458 مترًا.

كما تمكّن الأشخاص الذين أكملوا برنامج التمارين من قطع مسافة 528 مترًا في المتوسط ​​في ست دقائق، مقارنة بـ 457 مترًا في البداية.

ووفقًا للباحثين، تُعدّ زيادة مسافة المشي والحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين (VO2 max) علامتين على تحسّن الصحة.

وأشارت النتائج إلى أنّ العلاجات يُمكن أن تُنتج فوائد طويلة الأمد مثل تقليل الأعراض وخطر الوفاة لدى الأشخاص الذين يُعانون من “متلازمة القلب المكسور”.