قضت محكمة استئناف أميركية، أمس الخميس، بأن يبقى مركز الاحتجاز المعروف باسم “أليغاتور ألكاتراز” مفتوحاً في الوقت الحالي، بحسب رغبة الرئيس دونالد ترامب الذي لا يوفّر أيّ جهد في سياق “السيطرة على الهجرة والمهاجرين” منذ عودته إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية. وقد رحّب المدّعي العام الجمهوري لولاية فلوريدا جيمس أوثماير، في تدوينة نشرها على موقع إكس، بالقرار الأخير، علماً أنّه كان قد صرّح عند افتتاح المركز المثير للجدال بأنّه “سيبدأ باستقبال مئات الأجانب غير الشرعيين من ذوي السوابق الجنائية”، مضيفاً أنّ “المحطة التالية: العودة من حيث أتوا”.
[bni_tweet url=”https://twitter.com/JamesUthmeierFL/status/1963711699766202835?ref_src=twsrc%5Etfw”]
وكانت قاضية محكمة أدنى في الولايات المتحدة الأميركية قد منعت إدارة ترامب ومسؤولي فلوريدا، في شهر آب/ آب الماضي، من نقل أيّ مهاجر جديد إلى المنشأة، وأمرت بتفكيك جزء كبير من الموقع، الأمر الذي أدّى إلى إغلاقه فعلياً. لكنّ لجنة مؤلّفة من ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف الحادية عشرة قضت أخيراً بإمكانية أن يبقى مركز الاحتجاز “أليغاتور ألكاتراز” مفتوحاً إلى حين مراجعة طلب الاستئناف الذي قدّمته إدارة ترامب في هذا المجال.
وصدر الحكم الأول عن قاضية المقاطعة كاثلين وليامز عقب دعوى قضائية رفعتها منظمة “أصدقاء إيفرغليدز” ومركز التنوّع الحيوي ضدّ إدارة ترامب. وكانت الإدارة الأميركية قد افتتحت، في تموز/ تموز الماضي، مركز الاحتجاز “أليغاتور ألكاتراز” الخاص بالمهاجرين غير النظاميين في منطقة إيفرغليدز الطبيعية للأراضي الرطبة الاستوائية التي تقع في الجزء الجنوبي من ولاية فلوريدا والتي تُعَدّ موطن عدد كبير من التماسيح، وسط جدال بيئي وحقوقي.
وشُيّد “أليغاتور ألكاتراز” في ثمانية أيام فقط في حزيران/ حزيران الماضي، مع أسرّة بطبقتَين وأقفاص من الأسلاك وخيام بيضاء كبيرة في مطار مهجور بمنطقة إيفرغليدز، في سياق خطط ترامب للحدّ من الهجرة. وقد زار الرئيس الأميركي، الذي يهدف إلى ترحيل ملايين المهاجرين غير المسجّلين، في الشهر الماضي، وقد تباهى بظروفه القاسية وقال “ممازحاً” إنّ تلك التماسيح المفترسة التي تحيط به سوف تتولّى حراسته.
وأطلق البيت الأبيض على المنشأة اسم “أليغاتور ألكاتراز” نسبة إلى سجن “ألكاتراز” الشهير سيّئ السمعة في خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، الذي أعلن ترامب رغبته في إعادة فتحه. ومن المفترض أن يستوعب المركز ثلاثة آلاف مهاجر، بحسب وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم.
[bni_tweet url=”https://twitter.com/hrw/status/1940445080407392454?ref_src=twsrc%5Etfw”]
ويطالب مدافعون عن البيئة ومنتقدون لحملة ترامب المعادية للمهاجرين بإغلاق مركز “أليغاتور ألكاتراز”، مشدّدين على أنّ ظروفه غير إنسانية. وتشير مجموعات حماية البيئة إلى أنّ مركز الاحتجاز هذا يهدّد النظام البيئي الحسّاس في منطقة إيفرغليدز، وأنّه بُني على عجل من دون دراسات بشأن الأثر البيئي المطلوبة قانوناً.
وفي سياق متصل، تحدّث عدد من المحتجزين في “أليغاتور ألكاتراز” لوكالة فرانس برس عن ظروف السجن، بما في ذلك نقص الرعاية الطبية وسوء المعاملة وعدم احترام حقّهم في الإجراءات القانونية الواجبة.
(فرانس برس، العربي الجديد)