ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذرت قبل اجتماع وزاري في بيروت من المقرر عقده اليوم الجمعة، من أن الوقت ينفد أمام قادة لبنان لنزع سلاح حزب الله، وأنهم يخاطرون بفقدان الدعم المالي الأميركي ودعم دول الخليج، وقد يمتد الأمر إلى تجدد الهجمات العسكرية الإسرائيلية، مضيفة أن الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج تضغط على الحكومة اللبنانية للتحرك بحزم ضد حزب الله.
وطبقا للصحيفة، تعتبر إدارة ترامب اجتماع مجلس الوزراء، اليوم الجمعة، اختبارا حاسما للإرادة السياسية، مضيفة أن مسؤولين بالإدارة الأميركية -لم تذكر أسماءهم بناء على طلبهم- يخشون من أن تحجم الحكومة اللبنانية عن مواجهة محتملة مع حزب الله. ونقلت عن أحد المسؤولين تحذيرا من أن اتخاذ إجراءات جزئية ضد حزب الله قد يدفع الكونغرس إلى قطع التمويل الأميركي السنوي البالغ 150 مليون دولار للقوات المسلحة اللبنانية.
ورغم أن طلب الميزانية السنوي للرئيس ترامب لم يجدد هذا التمويل بالفعل، إلا أن المسؤولين يقولون إن الكونغرس قد يدعم أي خطة جدية لنزع السلاح بمبالغ مالية للمعدات والرواتب، وحذروا من أن أي تأخير في بيروت سيكون له تأثير معاكس، كما اعتبروا أن المخاوف من شبح حرب أهلية جديدة في البلاد لا أساس لها، خاصة بعد ضعف إيران عقب الهجمات الإيرانية وبعد الإطاحة بالنظام السوري.
ونقلت الصحيفة عن شخص -لم تذكر ما إذا كان مسؤولا في الإدارة أم لا-، أنه ناقش أخيرا مع مسؤول سعودي رفيع المستوى مشارك في الجهود الدبلوماسية أن السعوديين يشاركون الرأي بأن حزب الله لا يتوقع أن يرد على جهود نزع السلاح بعنف واسع النطاق، وأشارت إلى تصريحات السفير الأميركي لدى تركيا توماس برّاك الذي قال في زيارة الأسبوع الماضي إن “حزب الله يمكن إقناعهم بالانضمام إلى دولة لبنانية موحدة، في بيئة غير معادية ودون حرب أهلية”.
فيما أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن الخطر الأكبر على لبنان من التأخير أو اتخاذ إجراءات جزئية هو أن إسرائيل ستقرر أن عليها “إنهاء المهمة” من خلال حملة عسكرية جديدة قد تسبب خسائر وأضراراً جسيمة، فيما يعتقد محللون أن إسرائيل قد تنشئ منطقة آمنة خالية من السكان في الجنوب مثلما فعلت في الثمانينيات.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن السفير الأميركي السابق لدى المغرب إدوارد غابريال، ورئيس فريق العمل الأميركي المعني بلبنان، قوله إن نجاح أي خطة لا يعتمد فقط على خطة موثوقة لنزع سلاح حزب الله، وإنما أيضا “على ضمانات واضحة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية”، مضيفا أن “الوساطة الأميركية لا غنى عنها لتحقيق هذا التوازن”. بينما أشار مسؤول بإدارة ترامب إلى أن إقامة اتصال بين القوات اللبنانية المسلحة وقوات الدفاع الإسرائيلية هدف مهم وضروري.