من هم الذين يغيّرون واقع العالم؟

عن إزاحة مراكز الثقل في السياسة العالمية، كتب خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية غيورغي أساتريان، في “إزفيستيا”:

 

لقد أصبح سقوط الأحادية القطبية أمرًا واقعًا. وهناك ما يدعو للاعتقاد بأن العالم على الأرجح لن يكون كما نعرفه بعد الآن، ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى روسيا.

إن الفرضيات والأفكار التي طُرحت بإصرار في موسكو، منذ عدة سنوات، تتغلغل ببطء ولكن بثبات في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في تلك العواصم الطموحة التي يُمكن وصفها بقادة التنمية، قادة عالم المستقبل.

لقد أظهرت قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، بمشاركة أكثر من 20 قائدًا، أن العالم ليس أكبر من الغرب فحسب. فنحن نعلم ذلك مُسبقًا. إنما أظهرت هذه القمة أن القوى غير الغربية تمتلك الإرادة السياسية والرغبة في تعميق التعاون لإظهار طموحاتها وسيادتها. لكن حتى عدد القادة الذين شاركوا في القمة ليس مهمًا، بل الوضع والأجواء المحيطة به هما المهمان. فقد أظهر زعماء روسيا والصين والهند، الدول القوية والنامية بنشاط، إرادة سياسية جبارة لتغيير ميزان القوى العالمي. كما أن إرادة القادة لا تُحدث تغييرات عالمية وعميقة فحسب، بل تُحدث أيضًا عوامل موضوعية يكاد يكون من المستحيل عكسها اليوم. إن قوة روسيا والهند والصين الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية آسرة.

هذه ليست مجرد دول، بل حضارات عظيمة لها رؤيتها الخاصة للعالم والثقافة والماضي والمستقبل. وقد حدّت هيمنة الغرب العسكرية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية، إلى حد ما، من تطور هذه الدول والحضارات. ومع ذلك، عندما لحقت هذه الدول بمن سبقها، بل وتفوقت عليه في بعض الحالات، برزت الإرادة السياسية وفرصة إظهار طموحاتها. وهكذا، تتبلور أمام أعيننا الخطوط العامة لنشوء نظام حوكمة دولي جديد.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب