انقسام داخل الكابينت الإسرائيلي بشأن إبرام اتفاق جزئي مع حماس

أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، بأن بعض الوزراء في المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) طلبوا في الجلسة التي عُقدت الليلة الماضية (الأحد – الاثنين) واستمرت ست ساعات، إجراء تصويت على اتفاق جزئي مع حركة حماس، تعيد المحتجزين الإسرائيليين، لكن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفض ذلك، وقال إن “الصفقة الجزئية غير مناسبة”. 

ونقلت عن مصادر في الكابينت أن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير عبّر عن دعمه للصفقة الجزئية، وقال للوزراء “هناك مقترح مطروح على الطاولة، يجب الأخذ به”، مكرراً تصريحاته بأن عملية “عربات جدعون” خلقت ظروفاً لإعادة المحتجزين.

وأوضح زامير أن هناك أهمية أيضاً لإنعاش القوات والوسائل والآليات العسكرية، وأن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يعود للقتال ويواصل تحقيق أهداف الحرب إذا تطلب الأمر ذلك لاحقاً. وعارض غالبية الوزراء التصويت لصالح صفقة، فيما طلب الوزير إيتمار بن غفير التصويت على أن إسرائيل لن توافق على صفقة جزئية. ورد نتنياهو بأن هذا ليس مطروحاً، ولا حاجة للتصويت. 

وجاء طلب بن غفير إجراء تصويت على مقترح الصفقة الجزئية التي وافقت عليها حماس، بهدف إسقاطها عن الطاولة نهائياً. وتناولت الجلسة في معظمها اجتياح مدينة غزة وعرض خطط العملية من قبل ممثلي الجيش.

واعتبر زامير، في تصريحات خلال الأسبوع الماضي، أن “الجيش الإسرائيلي وفّر الظروف اللازمة لصفقة تبادل الأسرى، والآن الأمر بيد نتنياهو. هناك خطر كبير على حياة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين) في حال احتلال مدينة غزة”.

وأطلق زامير هذه التصريحات في ظل التحضيرات الإسرائيلية لاحتلال غزة، وبعد إصدار عشرات الآلاف من أوامر الاستدعاء لجنود الاحتياط عشية بدء العملية. ومن وجهة نظر رئيس الأركان، يستطيع الجيش الإسرائيلي احتلال غزة، لكن العملية قد تُعرّض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر، زاعماً أن عناصر المقاومة قد يقتلونهم أو ينتحرون معهم إذا شعروا بأن الجيش يقترب منهم أكثر من اللازم.

ستروك تسخر من زامير

إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلي (كان)، أن خلافاً نشب في جلسة الكابينت الليلة الماضية بين الوزيرة أوريت ستروك من حزب الصهيونية الدينية ورئيس الأركان زامير. وسخرت ستروك من زامير مستخدمة اقتباساً من سفر دفاريم في التوراة يقول “وكل من كان خائفاً وضعيف القلب، فليذهب ويعد إلى بيته، لئلا يُضعف قلب إخوته كما قلبه”. وأضافت ستروك: “يحاولون إخافتنا، يثيرون فينا الرعب بمختلف أنواع التخويف”.

وسألتها الوزيرة جيلا جمليئيل: “من الذي يحاول إخافتنا؟”، فردت ستروك: “ترددت بشأن الإفصاح عن ذلك، وقررت في النهاية أن أقول: إنهم يخيفوننا بمختلف أنواع التخويف”، وكانت تلمّح إلى أن المقصود هو الجيش الإسرائيلي.

وردّ رئيس الأركان زامير قائلاً: “جئت من أجل مهمتين في حياتي: “منع النووي في إيران وتدمير حماس”. وأضاف “كل صباح تكون خريطة الشرق الأوسط أمامي، وأنا أوافق على ضربات في كل مكان. لا أحد هنا خائف أو ضعيف القلب، وكذلك الجنرالات الموجودون هنا”.

وأردف زامير: “أنا أتخذ قرارات قوية لم يتخذها أحد من قبل. أضع أمامكم كل المعاني والعواقب لكل أمر. إذا كنتم تريدون انضباطاً أعمى (أي بدون نقاش)، فابحثوا عن شخص آخر!”. ووضع نتنياهو حداً للسجال قائلاً: “أنا لا أريد انضباطاً أعمى، ولا أريد أيضاً خرقاً للإطار”.

منتدى عائلات المحتجزين يهاجم نتنياهو

هاجم منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عقب موقفه في جلسة الكابينت، وجاء في بيان صادر عن المنتدى أن “نتنياهو، مؤسس نظرية المراحل (صفقة على دفعات)، ومبتكر نظام الانتقاء (انتقاء المحتجزين الذين يتم إطلاق سراحهم في أي صفقة)، يعارض الطريقة التي ابتكرها والاتفاق الذي سبق أن وافق عليه. لقد انكشفت الحقيقة: هذه ليست استراتيجية تفاوض، بل استراتيجية إفشال ودفن للاتفاق”. وأضاف البيان: “نتنياهو يضحي بالمختطفين والجنود على مذبح بقائه السياسي، في الوقت الذي يوجد فيه على الطاولة مقترح حقيقي يمكن أن يتحوّل إلى اتفاق يعيد آخر مختطف وينهي الحرب”.

احتجاجات لطلاب المدارس

في السياق، أعلن آلاف الطلاب في نحو 70 مدرسة ثانوية إسرائيلية أنهم سيضربون اليوم مع افتتاح العام الدراسي، مطالبين الحكومة بدفع صفقة لإعادة جميع المحتجزين وإنهاء الحرب. وكان الطلاب قد وضعوا أقفالاً على بوابات العديد من المدارس في تل أبيب ومنطقتها الليلة الماضية، فيما أغلق عدد منهم محاور طرق صباح اليوم.