الصين تؤطر نفسها قوة عالمية مستقرة في منظمة شنغهاي للتعاون

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ منظمة شنغهاي للتعاون إلى لعب دور أكبر في حماية السلام والاستقرار الإقليميين، معتبراً أن بلاده قوة عالمية مستقرة ستدعم العالم النامي. وقال شي، خلال استضافة العشرات من زعماء الدول في مأدبة ترحيبية هي جزء من قمة المنظمة التي انطلقت أعمالها في مدينة تيانجين الشمالية أمس الأحد وتستمر يومين، إن المجموعة أصبحت قوة مهمة في تعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية.

وأضاف الرئيس الصيني أن العالم يشهد حالياً تغيرات متسارعة على مدى قرن، وتزايدت العوامل غير المستقرة وغير المؤكدة وغير المتوقعة بشكل كبير، وبالتالي تتحمل منظمة شنغهاي للتعاون مسؤولية أكبر في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي وتعزيز التنمية والازدهار.

وتأتي تصريحات شي في ظل الجهود التي تبذلها بكين لتقديم نفسها زعيماً رئيسياً للعالم النامي، وباعتبار أن القمة ستمنحها فرصة لبناء التضامن مع دول الجنوب العالمي، كما تأتي في وقت تعمل فيه الصين على حشد الدعم لإعادة تشكيل النظام الدولي، فيما تظهر الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب علامات التراجع عن دورها القيادي وانخراطها في صراعات أخرى.

وقال مساعد وزير الخارجية ليو بين إن القمة ستكون الأكبر في تاريخ المنظمة، مؤكداً أن تعقّد الوضع الدولي يستدعي تعزيز التضامن والتعاون. وأضاف في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة أن “العقليات العتيقة المتمثلة في الهيمنة وسياسات القوة ما زالت مؤثرة، حيث تحاول بعض الدول إعطاء الأولوية لمصالحها الخاصة على حساب الآخرين، ما يهدد السلام والاستقرار العالميين”.

وتشارك في القمة شخصيات بارزة، من بينها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى جانب قادة من جنوب شرقي آسيا. وتعتبر هذه أول زيارة لبوتين إلى الصين منذ محادثاته الأخيرة مع ترامب، وأول زيارة لمودي منذ سبع سنوات. وبحسب تلفزيون الصين المركزي، سيعلن شي عن تدابير جديدة لتعزيز التعاون، إلى جانب تبني وثائق مشتركة مع قادة الدول الأعضاء لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي.

أنظار العالم نحو القمة

في السياق، يقول الباحث جيانغ قوه، من مركز النجمة الحمراء في بكين، لـ”العربي الجديد”، إن العالم يراقب عن كثب مخرجات القمة، مشيراً إلى أن الحضور الرفيع من بوتين ومودي إلى جانب شي يعكس مكانة الصين المتنامية. وأضاف أن قمة تيانجين تؤكد أن المنظمة قوة مقابلة للتكتلات الغربية بقيادة الولايات المتحدة، وستُبرز تموضع الصين في ظل الانقسامات الجيوسياسية.

وأشار إلى أن القمة تحمل بعداً إضافياً في ظل تحسّن العلاقات الصينية–الهندية منذ مطلع العام الحالي، بعد أعوام من التوتر بسبب النزاعات الحدودية، وأكد أن لقاء شي–مودي ركّز على اعتبار البلدين “شريكين في التعاون وليسا متنافسين”. وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون في 15 حزيران/حزيران 2001 بمدينة شنغهاي على يد الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، ووقّع ميثاقها عام 2002، ودخل حيّز التنفيذ في أيلول/أيلول 2003، لتصبح منصة إقليمية للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني في أوراسيا.