أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقتل “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب القسام في غزة. يأتي هذا بعد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش استهدف أبو عبيدة.
وقال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة إن جهاز الشاباك والجيش شنا “هجوماً على المتحدث باسم حماس … أبو عبيدة”. وأشار إلى أنهم لا يعلمون النتيجة النهائية للضربة حتى الآن.
وقال نتيناهو “أرى أنه لا يوجد من يتحدث باسم حماس حول هذا الأمر، لذلك الساعات والأيام المقبلة ستكشف ما ستكشف”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مساء السبت 30 آب آب، مهاجمة ما وصفه بـ الشخصية “المركزية” من منظمة حماس، في منطقة مدينة غزة شمال القطاع.
ووفقاً للبيان فإنَّ الجيش الإسرائيلي والشاباك هاجما بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية “مخرباً مركزياً في منظمة حماس الإرهابية” من خلال طائرة تابعة لسلاح الجو.
ووفق إعلان الجيش الإسرائيلي فإنه تم استخدام “أنواع الذخيرة الدقيقة، والاستطلاع الجوي وغيرها من المعلومات الاستخباراتية… بهدف تقليص احتمال إصابة المدنيين”.
- لغز الأعداء: ما واقعية اتهام حماس بأنها “صنيعة” إسرائيلية؟
- ماذا نعرف عن الملثم أبو عبيدة الواجهة الإعلامية لحماس؟

وكانت أحدث الرسائل التي بثها أبو عبيدة عبر قناته في تيلغرام يوم الجمعة 29 آب آب، إذ هدد الجيش الإسرائيلي بالقتل والأسر بالتزامن مع بدء ما وصفتها إسرائيل بـ “العمليات التمهيدية” لمهاجمة مدينة غزة.
وأضاف أبو عبيدة أن مقاتلي حماس في “حالة استنفار وجهوزية ومعنويات عالية، وسيقدمون نماذج فذّة في البطولة والاستبسال وسيلقّنون الغزاة دروساً قاسية بعون الله”، محذراً من أن “الأسرى سيكونون مع المقاتلين في أماكن القتال والمواجهة”.
- كيف أعدّت حماس قوة لضرب إسرائيل في السابع من تشرين الأول؟
- “الوهم المتبدد” فيلم فلسطيني يوثق عملية أسر الجندي جلعاد شاليط

ولطالما لفت أبو عبيدة، الأنظار بظهوره المتكرر كممثل للجناح العسكري لحركة حماس على وسائل التواصل الاجتماعي ونشره لرسائل الحركة وبياناتها العسكرية، فضلاً عن هالة الغموض التي أحاطته كشخص ملثم لا يكشف عن هويته.
واشتهر أبو عبيدة بظهوره بالكوفية أو الوشاح الأحمر الذي يغطي فيه جميع ملامح وجهه سوى جزء بسيط من عينيه، كما يلاحظ في ظهوره خلال السنوات الأخيرة ارتدائه عُصبة رأس يتوسطها شعار كتائب القسام ومكتوب عليها “كتائب القسام” و”لا إله إلا الله محمد رسول الله”، إلى جانب ارتدائه اللباس العسكري، دون رتب، لكنه يحمل على الجانب الأيسر من صدره شارة مكتوب عليها “الناطق العسكري”، وعلى يده اليسرى علم الدولة الفلسطينية، وعلى يده اليسرى شعار كتائب القسام.

وعُرف “أبو عبيدة” منذ أوائل إطلالاته عام 2006 متحدثاً باسم كتائب القسام، لكن حضوره صار محط الأنظار بشكل متزايد منذ شنِّ حماس هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/تشرين الأول عام 2023، إذ أصبح المصدر الأبرز للرواية العسكرية لحركة حماس وتفاصيل المجريات والتطورات على الأرض من منظور الحركة، وتنوعت بياناته بين المصوّرة والمكتوبة والصوتية.
ورغم إطلالاته المكثفة في الفترة الأولى من الحرب، إلا أنه ما لبث أن تراجع وأصبح قليل الظهور، مما أثار تساؤلات في وسائل التواصل الاجتماعي عن أسباب ذلك الغياب أو الانقطاع في أكثر من مناسبة.
وتحيل كنية “أبو عبيدة” التي يستخدمها إلى أبي عبيدة بن الجراح، الصحابي والقائد العسكري المسلم، الذي كان أحد أصحاب النبي محمد.
ولطالما تعرضت شخصية “أبو عبيدة” لنقد لاذع من الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، قائلاً في أكثر من مرة إن الاسم الحقيقي لـ “أبو عبيدة” هو “حذيفة الكحلوت”، عارضاً إحدى الصور لـ “أبو عبيدة” يرافقها تأثير يُزيل عنه اللثام، لتظهر ملامح رجل، قال أفيخاي إنه أبو عبيدة. ولم تعلق حماس ولا القسام حينها على تلك الادعاءات.