البرلمان التركي يعقد اجتماعاً طارئاً حول غزة: مطالبة بتعليق عضوية إسرائيل في المنظمات الدولية

عقد البرلمان التركي اجتماعاً طارئاً، اليوم الجمعة، بسبب التطورات الجارية في قطاع غزة والخطط الإسرائيلية لتوسيع الهجوم على القطاع واستمرار المجاعة الإنسانية. وتعتبر القضية الفلسطينية واحدة من المسائل فوق النزاعات السياسية في تركيا، حيث تجتمع كل الأحزاب التركية على الحقوق الفلسطينية من دون أي خلافات.

وارتدى النواب في البرلمان ورئيسه نعمان قورتولموش كوفية فلسطينية تحمل العلمين التركي والفلسطيني في موقف للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وطلب رئيس البرلمان التركي باقتراح خطوات ملموسة وعاجلة، كما طالب بتعليق عضوية إسرائيل في المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، حتى تتخلى عن سياساتها في الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

وقال قورتولموش: “تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بقرارها توسيع احتلالها لغزة، لقد وصلنا إلى مرحلة تعجز الكلمات عن وصفها، حيث قُتل ما يقرب من 70 ألف شخص، وقبل أيام قليلة فقط، قُتل عشرات الأبرياء في هجمات على المستشفيات أمام أعين العالم، وأصبحت الرعاية الصحية في غزة غير متوفرة”. وأضاف: “قوافل الغذاء تحولت إلى مصائد موت على يد الصهاينة، وحُكم على شعب غزة عمداً بالجوع، ويجب على إسرائيل قبول وقف إطلاق النار فوراً وسحب قواتها العسكرية، ويجب إرسال قوات أممية إلى غزة وإعادة إعمارها، وكل إجراء تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو انتهاك للقانون الدولي، وجريمة حرب، وإبادة جماعية”.

وشدد رئيس البرلمان التركي على أن “الغضب الشعبي يتزايد ضد (بنيامين) نتنياهو وعصابته في كل ركن من أركان العالم. حيث قررت دول غربية الاعتراف بفلسطين الشهر المقبل، الدول الآسيوية والأفريقية ودول أميركا اللاتينية لها دور قيادي في هذا الشأن، كما أن دعم إسرائيل في الولايات المتحدة يتضاءل يوماً بعد يوم”.

فيدان أمام البرلمان التركي: تركيا تقاطع إسرائيل

وعقب كلمته، أعطى قورتولموش الكلمة إلى وزير الخارجية هاكان فيدان

للحديث باسم الحكومة، على أن يتحدث لاحقاً في الجلسة ممثلو الكتل والأحزاب السياسية. وأفاد وزير الخارجية هاكان فيدان في كلمته بأنّ “تصرفات إسرائيل في المنطقة هي تحدٍّ للعالم وتصرفات دولة تتمتع بذهنية إرهابية، فيما تركيا تدعم دائماً القضية الفلسطينية وتضعها في مقدمة اهتمامها، وعملت عبر مسارين الأول هو وقف الإبادة الجماعية والمجازر بحق الفلسطينيين وإدخال المساعدات بشكل فوري، والثاني هو إبقاء فكرة حل الدولتين حية والعمل مع الدول المتشاركة بالفكر للدفع بهذا الاتجاه”.

وأضاف فيدان: “لا توجد دولة تفرض عقوبات على إسرائيل مثل تركيا، من الناحية الدبلوماسية، ومن ناحية وقف التجارة معها بشكل كامل، ومنع عبور السفن ولا توجد دولة قطعت التجارة بشكل كامل مع إسرائيل، كما منعت تركيا عبور الطائرات من المجال الجوي، أو مرور السفن المبحرة إلى إسرائيل”، مشدداً على أن “تركيا في الصفوف الأولى بالدبلوماسية العالمية والرئيس رجب طيب أردوغان يعمل جاهداً عبر اتصالاته الدولية، كما تعمل تركيا عبر المنصات الدولية على دور فعال، سنعمل بجهد لاستغلال الحالة الدولية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومسألة معاقبة المسؤولين الفلسطينيين في المحاكم الدولية”.

وأوضح الوزير التركي أن “إسرائيل في هجماتها الجديدة تهدف إلى محاصرة مليون فلسطيني في شمال القطاع وإجبارهم على التهجير”، مشدداً بالقول “يجب إيقاف التجارة مع إسرائيل وتجميد عضويتها ووقف تزويدها بالسلاح وتكثيف العمل الدبلوماسي من أجل كبح جماحها جراء الهجمات وعدم التزامها بالقوانين الدولية، إذ إن تصرفاتها لها عواقب دولية”.

وفي السياق نفسه قال فيدان “نسعى إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، لكن سياسات إسرائيل التوسعية هي عقبة أمام السلام، وتأسيس السلام في غزة وفلسطين سيؤدي إلى السلام في المنطقة، لن يشهد الشرق الأوسط السلام من دون إخضاع حكومة (بنيامين) نتنياهو، حيث إن سياسة حكومته خطر على المنطقة، ومن دون حل المسألة الفلسطينية لن يكون هناك سلام واستقرار دائم في المنطقة”.

وبعدها تحدث بولنت كايا رئيس الكتلة النيابية لحزب الطريق الجديد، موجهاً انتقادات إلى سياسات الحكومة التركية إزاء ما يجري في غزة وتأخر خطوات قطع التجارة وعدم تسيير قوافل كسر الحصار التي جرت بإرادة مدنية شعبية، وتذبذب مواقف الحكومة.

وفي أول تعليق فلسطيني، قالت حركة حماس في بيان “نثمّن المواقف التركية الداعمة لشعبنا الفلسطيني، في ظل حرب الإبادة الوحشية التي يشنها العدو الصهيوني المجرم، ومنها ما أكّد عليه اليوم وزير الخارجية السيد هاكان فيدان بقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الكيان الصهيوني، وإغلاق الأجواء أمام طائراته، وفضح جرائمه وعدوانه المتواصل على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

وحثت الحركة، “تركيا والدول العربية والإسلامية، ودول العالم الحر، على تصعيد الإجراءات العقابية ضد الكيان الصهيوني المجرم، وقطع كافة العلاقات معه وعزله، لإلزامه بوقف الإبادة الجماعية، وتدمير قطاع غزة وكل سبل الحياة فيه، ومحاسبة قادته على جرائمهم ضد الإنسانية”.