أونروا تحذّر: تكثيف إسرائيل عملياتها في مدينة غزة يهدد مليون فلسطيني بالنزوح

في حين راح الاحتلال يضيّق خناقه على مدينة غزة شمالي القطاع المحاصر والمستهدف، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أنّ تكثيف العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة من شأنها أن “تعرّض نحو مليون شخص لخطر النزوح القسري مجدداً”. جاء ذلك في تدوينة نشرتها الوكالة على حسابها الرسمي على منصة إكس، اليوم الجمعة، بعد إعلان جيش الاحتلال مدينة غزة “منطقة قتال خطرة”، في إطار خطّته لاحتلالها واستكمال حرب الإبادة الجماعية المستمرّة منذ نحو 23 شهراً.

أضافت وكالة أونروا، في تدوينتها نفسها، أنّ في ظلّ المجاعة المؤكدة في مدينة غزة، فإنّ أيّ تصعيد إضافي سوف يفاقم المعاناة، ويدفع مزيداً من المواطنين الفلسطينيين نحو الكارثة. وأشارت إلى أنّ قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة وأوامر الإخلاء يجبران عائلات بأكملها على ترك منازلها مرّة أخرى، وسط الخوف والدمار.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرّت، في الثامن من آب/ آب الجاري، خطّة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، بدءاً بمدينة غزة.

من جهته، بثّ المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني تسجيلاً مصوّراً حذّر فيه من الانتظار أكثر قبل الإتيان بخطوة من شأنها وضع حدّ لهدر الأرواح في غزة. وأكّد: “كلّما طال انتظارنا، ازداد عدد الأشخاص الذين يقضون” في قطاع غزة. وأشار إلى أنّ مدينة غزة تشهد عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق، تُسبّب مزيداً من المعاناة للفلسطينيين فيها، إلى جانب ما يقاسيه هؤلاء من مجاعة وقصف مستمر. وشدّد على “وجوب توفّر إرادة سياسية فورية من أجل إنقاذ أرواح سكان غزة”.

وفي 22 آب الجاري، أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في محافظة غزة (حيث مدينة غزة) التي تغطي نحو 20% من القطاع، فيما توقّعت أن تنتشر ظروف المجاعة من محافظة غزة (شمال) إلى محافظتَي دير البلح (وسط) وخانيونس (جنوب) في الأسابيع المقبلة، في حين أنّ المعلومات ما زالت غير وافية من محافظة شمال غزة التي تمثّل مع محافظة غزة المنطقة الشمالية من القطاع المنكوب وكذلك من محافظة رفح (جنوب).

ويُعَدّ هذا الإعلان الذي أتت به لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، بعد أشهر من التحذيرات بشأن تدهور الوضع الإنساني وتداعيات عملية التجويع الممنهج للقطاع الفلسطيني المحاصر، الأوّل من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، فيما أكد خبراؤها أنّ 500 ألف شخص يواجهون جوعاً كارثياً. يُذكر أنّ شراكة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي تضمّ أكثر من 12 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومجموعات إغاثة وحكومات، تعتمد كلّها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مرجعاً عالمياً لتحليل أزمات الغذاء والتغذية.

(الأناضول، العربي الجديد)