جزء من عائدات “غزة كولا” لإعادة إعمار القطاع

بدأ مشروب غازي فلسطيني اسمه غزة كولا، ابتكره ناشط ومخرج فلسطيني مهاجر إلى لندن، أسامة قشوع، في الانتشار في إيطاليا.

وذكر موقع “في دي نيوز” الإيطالي في تقرير حمل عنوان “من خلال عوائد غزة كولا، نوزع مياها ومساعدات على الفلسطينيين” بتاريخ 18 آب/آب الجاري، أن فكرة هذا المشروع وعملية تنفيذه جاءت من قبل الجالية الفلسطينية، التي تتولى إدارة التوزيع في إيطاليا في حين يُعهد بالإنتاج الفعلي للعلب إلى مورد خارجي في بولندا لتسهيل التوزيع داخل أوروبا، ما يوفر فرص عمل لأبناء الجالية المقيمين بالقرب من مواقع الإنتاج.

ووفقاً لحساب للموزع الرسمي لغزة كولا على منصة إنستغرام، فإن “جزءاً من العائدات يُستخدم لتمويل مشاريع تهدف إلى إعادة إعمار غزة: ففي الأسبوع الأول من آب/آب وحده، ساهمنا بمبلغ 7500 يورو في إقامة مشاريع مجتمعية جديدة في قطاع غزة، ودعمنا بشكل مباشر العديد من الأسر”.

وعلى ذمة الحساب نفسه، موّلت مبيعات المشروب توزيع مياه الشرب المفلترة في مدينة غزة وجنوب وشمال القطاع خلال فترة الصيف.

وبعث مؤسس شركة غزة كولا ورئيسها، أسامة قشوع، بخطاب إلى الموزعين والمتعاونين مع الشركة في إيطاليا جاء فيه: نفتخر بأن غزة كولا مبادرة فلسطينية خالصة، نتاج تطوير وإنتاج وإدارة فريق كرس نفسه ملتزماً بالترويج للثقافة والقيم الفلسطينية والتجارة الأخلاقية على نطاق عالمي. غزة كولا ليست فقط مشروب غازي، بل علامة تجارية جريئة وحاسمة: وسيلة للتمكين الاقتصادي والفخر الثقافي والمقاومة الشعبية.

وتابع “نحن نبني مؤسسة مزدهرة ولديها مسؤولية اجتماعية وتعمل على رفع مستوى المجتمعات وتعزيز روابط ثقافية مهمة – مدفوعة بالإيمان بمستقبل أكثر عدلاً وشمولاً. ولكن هذا المستقبل معلق بخيط رفيع بالنسبة للفلسطينيين المحاصرين، الذين يواجهون بعضًا من أكثر الظروف قسوة في العالم. من دون النفاذ إلى المياه الصالحة للشرب والرعاية الطبية والكهرباء وحرية التنقل، أي أنهم محرومون من حقوقهم الإنسانية الأساسية”، متسائلاً “إذا لم ندافع نحن عن كرامتهم فمن سيفعل؟”.

وأوضح أن “غزة كولا هي رسالة مقاومة – تتحدى بشكل مباشر الشركات العالمية الكبرى المتواطئة في تمويل صراعات مسلحة والاستفادة من تدمير فلسطين. كل علبة منها هي بيان: لن نصمت في وجه الظلم”، مضيفا:ً “رؤيتنا تتركز في إنشاء علامة تجارية يحبها الناس ويثقون بها – متجذرة في الجودة، الاستدامة والاحتفاء بالهوية الفلسطينية. ونحن نركز على إنتاج سلع أخلاقية تُغذي كلاً من الجسد والضمير، والمساهمة بشكل فعال في التجارة العادلة وتنمية المجتمعات المحلية وعالمية”.

وشدد على أن “مهمتنا كانت وستظل دائمًا موجهة نحو المجتمع – وفي قلبها المنظومة الصحية في غزة، التي باتت على حافة الانهيار. وفي هذا السياق، خصصنا إحدى مبادراتنا الرئيسية لإعادة إعمار مستشفى الكرامة، التي كانت لفترة طويلة طوق نجاة للمرضى والكوادر الطبية الفلسطينية”. وأوضح قشوع أن أرباح غزة كولا موجهة إلى المبادرات التالية:
أولاً، مستشفى الكرامة إحدى ركائز الصمود الطبي في غزة، وثانياً، غزة ويب وهي مبادرة تكنولوجية مجتمعية تعمل على استعادة الاتصال بشبكة الإنترنت وصيانتها في غزة خلال فترات انقطاع الاتصالات وانهيارات البنى التحتية، وثالثاً، جمعية حياة للخدمات الإنسانية – مشروع مياه غزة كولا وهو مشروع بالغ الأهمية، تديره منظمة تطوعية مقرها المملكة المتحدة، لتوزيع المياه الصالحة للشرب في المجتمعات الأكثر تعرضاً للخطر في غزة.