بعد الجدل الذي أثارته ملاحظات لجنة الرقابة في وزارة الإعلام السورية على كتاب “نبيل سليمان.. ثمانون عاماً”، أعلن اتحاد الكتّاب العرب التوصّل إلى اتفاق مع الوزارة يقضي بالسماح بتداول الكتاب كما صدر، من دون التعديلات المطلوبة سابقاً.
وينصّ البروتوكول الجديد بين الوزارة والاتحاد على أنه عند وجود ملاحظات أو طلب تعديلات، تتم مراجعة مدير إدارة المخطوطات والتدقيق مباشرة لمعالجة الأمر مع الكاتب أو صاحب المخطوط. وإذا تم التوافق بين الطرفين، يُسمح بنشر الكتاب كما هو، وفي حال استمرار الخلاف يرفع الكاتب تظلماً إلى اتحاد الكتّاب لإعادة النظر. وأوضح الاتحاد أن الهدف من هذا البروتوكول هو ضمان حرية الإبداع والفكر، وتسهيل النشر بانتظار صدور قانون جديد في مجلس الشعب يلغي الرقابة المسبقة على الكتب.
وكانت لجنة الرقابة قد طالبت قبل الموافقة على الكتاب المذكور، بحذف فقرة من دراسة الباحثة دعد ديب عن رواية “جداريات الشام”، معتبرة أنها “مشبَعة بالطائفية غير مبرّرة”. كما طلبت شطب مقطع من دراسة الكاتب إبراهيم اليوسف حول الأكراد في روايات سليمان، بحجة “عدم وجود إثبات تاريخي”. وقد أثارت هذه الملاحظات موجة انتقادات رأت فيها محاولة للتحكّم بالسردية التاريخية السورية، وإعادة إنتاج رواية رسمية واحدة.
وفي تعليقه على الاتفاق الجديد، قال الروائي نبيل سليمان للعربي الجديد: “أنا سعيد بتراجع الرقابة عن قرارها بحذف فقرتين من الكتاب. هي خطوة مهمة بالنسبة لي، والأهم منها هو هذا البروتوكول الذي توصّلت إليه وزارة الإعلام مع اتحاد الكتّاب. اليوم صباحاً حدث تواصل بيني وبين الدكتور محمد طه العثمان، رئيس الاتحاد، وكان موقفه حازماً ضد التدخلات والحذف، وضد المساس بحرية الكتّاب والتعبير. على أساس هذا الموقف جرى التواصل مع الوزارة، وكانت النتيجة بروتوكولاً يضمن حقوق الكتّاب. وكما يقولون: ربّ ضارة نافعة. فقد تحوّل ما كان بصدد الحذف أو المنع إلى إنجاز مهم».
يُعدّ نبيل سليمان (1945، صافيتا) من أبرز الروائيين السوريين، أصدر عشرات الأعمال التي تناولت قضايا المجتمع والسياسة والفكر، وواجهت العديد منها قرارات منع أو مصادرة داخل سورية في ظل نظام الأسد. ومع ذلك، ما يزال يواصل الكتابة من داخل بلاده، مؤكداً أن “الهمة لن تخفت” بعد ثمانين عاماً من التجربة.